الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وسار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين. وبعد ...
فلقد أرسل الله عز وجل رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم على فترة من الرسل في وقت کانت تتخبط فيه البشرية في ظلماتها، وترسم طريق هلکتها، فأخذ بيدها إلي نور الحق، وخط لها طريق النجاة فأنقذنا من الهلکة، وجعلها خير أمة أخرجت للناس.
وکان من أعظم المعجزات التي اختص الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم القرآن الکريم، وقد کلفه الله بمهمة بيانه، فقام النبي صلى الله عليه وسلم بهذه المهمة خير قيام ولم يکن بيانه من عند نفسه، بل هو وحي من ربه، قال الله عز وجل (وما ينطق عن الهوى .. إن هو إلا وحي يوحى) سورة النجم: الآيتان رقم ( 3، 4)
فالسنة هي التطبيق العملي لما جاء في القرآن الکريم، وهي الأصل الثاني للتشريع الإسلامي، وقد حاول بعض الحاقدين قديماً وحديثاً، أن يشککوا المسلمين في أصول دينهم، فوجهوا سهامهم إلى السنة، وحاولوا تشويهها، وأنکروا حجيتها، غير أن کل ذلک لم ينل من السنة شيئاً، بل ارتدت سهامهم إلى نحورهم، وبدد ضياء الحق ظلمات افترائهم.
وبمنهجية علمية راقية سطِّرت هذه الأبحاث لتظهر ما في القرآن والسنة من جمال وجلال وإعجاز، يستنبط الباحثون الأدلة، ويظهرون ما في الحديث من سلامة وعلة، ويردون على الأباطيل والشبهات، ويکشفون ما في الشريعة من هدى لحل المعضلات، في هذا العدد الرابع المبارک من مجلة الکلية، نسأل الله سبحانه أن يکون في ميزان حسنات کاتبه وقارئه وناشره، وأن يجعل أزهرنا الشريف بعلمائه منارة لکل قاصد، وشرعنا الحنيف هدى لکل حائر.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
رئيـس مجلـس الإدارة ورئيس التحرير
أ.د/ أحمد محمود بکري
عميد الکلية