قاعدة " الوسائل لها أحكام المقاصد" وتطبيقاتها في العمل الدعوي

يهدف البحث إلى التعريف بقاعدة الوسائل وبيان أهميتها لارتباطها بالمقاصد ارتباطا وثيقا، واستنباط تطبيقاتها الدعوية المعاصرة؛ فالتقنية وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله تخضع لقاعدة الوسائل وترتبط ارتباطا وثيقا بالمقاصد.
وتطبيق قاعدة الوسائل لها أحكام المقاصد في المجال الدعوي مهم ويتجلى ذلك في عدة نقاط نذكر منها: أن التكاليف الشرعية إما أوامر، وإما نواهي، والوسائل المفضية إلى أحدهما لها حكمه، فكان من الأهمية بيان ذلك في العمل الدعوي، وأن موارد الأحكام على قسمين مقاصد، ووسائل مفضية لها. وضرورة تقنين العمل الدعوي بربط وسائله بالمقاصد الشرعية خصوصا ما تعلق منها بتحقيق الوسطية. وبيان وجه الاختلاف ومحله وسببه في مسألة توقيفية وسائل الدعوة عند العلماء. وبيان الفرق بين الوسائل والذرائع والأساليب والبدع والتي قد يظن أنها من قبيل المترادف.
وكان من أسباب اختيار البحث: التطور المستمر الذي ينتج عنه وسائل جديدة قد تستعمل في الدعوة، هذه الوسائل وما فيها من تداخل وأمور مستحدثة دفعت العلماء إلى تناول حكمها بين موسع ومضيق يستدعي محاولة الوقوف على حقيقة القاعدة الأصولية وتطبيقاتها المعاصرة في الدعوة وبيان المستند الشرعي الذي استند عليه كل اتجاه. وكون الوسائل الحديثة وسائل معينة للداعية في دعوته تختصر الجهد والوقت، وتصله بالعالم أجمع وهو في مكانه، فكان لا بد من اخضاعها لقواعد الوسائل.
وقد استُعمِل في البحث المنهج الاستقرائي التحليلي، وتوصل لجملة من النتائج، أهمها: لقاعدة الوسائل لها حكم المقاصد تطبيقات كثيرة مرتبطة بالدعوة أسلوبا ومنهجا ووسيلة، ولها من الأهمية ما يجعلها موردا خصبا للتنظير والتطبيق خصوصا فيما يتعلق بالتقنية وتوظيفها في الدعوة إلى توظيفا يحقق المقصود، ويرسخ مبدأ الوسطية ويعرف بالإسلام التعريف الصحيح.